-->

لسعد الشابي جردة و أسرار الحب الكبير من طرف الجماهير الرجاوية

بقلم محمد أمين رشاد (28 مارس 2025)

أن تحضى بمكانة مرموقة في قلوب الرجاويين، صدقوني ليس أمرا سهلا أبدا. فلجماهير الرجاء في هذا الباب معايير و مواصفات لا يمكن وصفها إلا بكونها معقدة، و فك شفراتها و نيل جائزتها أمر ليس مقدور عليه من قبل الجميع.

ذات صباح، و في جنبات مركب محمد الخامس، تجمعت الجماهير لتودع صانع أفراح الرجاء في كأس الكنفدرالية الأفريقية، و في البطولة العربية، لسعد الشابي جردة، و بجانبه أحد أبرز الأسماء في طاقمه التدريبي حينها عمر بن ونيس، مشهد رائع سوف يبقى محفور في أدهان لسعد و عمر إلى الأبد.

لحظة عرفان عادية بالنسبة لجماهير عرفت في العالم بأسره بقيم الوفاء و الإخلاص، لحظة جائت بعد إقالة المدرب من طرف المكتب المديري لنادي الرجاء الرياضي الجديد حينها، و هو قرار لم تتقبله جماهير الرجاء، التي إعتبرت أنه غير منصف للطاقم التدريبي، فقررت تكريمه بتلك الطريقة الرائعة. 

مرت الأيام و عاد لسعد الشابي جردة من جديد للرجاء، بقرار يمكن القول أنه كان تقريبا للجماهير، الأخيرة طالبت بعودته لإنقاذ النادي بعد لحضات صعبة و شاقة عاشها الأنصار، حيث لم يتردد التونسي في تلبية الدعوة، و العودة من جديد إلى مكان يعتبر نفسه فيه من أهل الديار.

لسعد الشابي جردة يحضى بحب الرجاويين بكل بساطة لأنه أظهر إحترام كبير للكيان، و خصوصا للجماهير، و أثبت أن له حس تكتيكي من وحي و صلب قناعات الرجاء الكروية التاريخية، و كأنه أحد أبناء هذا النادي الذين عشقوا الرجاء مند نعومة الأضافر.